خواطر

“مفكرون” وال “فنانون” و الحشيش

ما علاقة ال”مفكرون” وال “فنانون” بالحشيش؟ وكيف يؤثر الحشيش على أفكارهم وسلوكهم؟

اشتهر في أوروبا خلال القرن التاسع عشر ما يعرف بـ”نادي الحشاشين”، الذي مازال قائما حتى اليوم كفندق في باريس Hôtel de Lauzun، حيث كانت تُعقد جلسات تحضرها أسماء هامّة في الفن والأدب والثقافة لتدخين مادة الحشيش، كالرسام “يوجين دولاكروا” والكاتب “ألكساندر دوما الأب” و “فيكتور هوغو” و “بلزاك”، إلى جانب الشاعر “شارل بودلير” و “تيوفيل غوتيي”، برعاية “جاك جوزيف مورو”..

بسبب الصيت الواسع الذي ناله هذا المخدر بين المفكرين قام المفكّر الألماني “والتر بينجامين”، بسلسلة كبيرة من التجارب مع هذه المادة -حسب تعبيره-، حيث اختبر تعاطيها بكثافة مع أصدقائه المثقفين “إيرنست بلوخ”، “جان سيلتز”، “إيرنست جويل”، “فريتز فرانكل ” و “أيجون ويسينج”..

ولم تزل التجارب مع الحشيش في الوسط الفكري والأدبي والفني حاضرة بقوة، والأمثلة من التاريخ لا يمكن حصرها.. فمن “آرثور ريمبو” و “بول فاليري”، حتى “سلفادور دالي” و “أليخاندرو غودورفسكي”، ارتبط الحشيش بالتجربة الثقافية والفنية ليغدو محركاً للإبداع والتأليف..

[في الحقيقة يؤدي الحشيش إلى حالة من الانفصال عن الواقع والهلوسة، تمتد من كونها مؤقتة أثناء التعاطي، لتصبح حالة دائمةً مع الاستمرار بتعاطيه، تعرف بمتلازمة انعدام الدوافع أو الحوافز، حيث يفقد المتعاطي القدرة على الإحساس بالمسؤولية تجاه نفسه أو تجاه المحيطين به،

إضافة إلى الاكتئاب الذي يتطور لديه إلى حالة مرضية.. كما يؤدي التعاطي المنتظم إلى اضطرابات سلوكية مثل ظهور ميولٍ عدوانية ومشقة بالغة في التركيز.

ويجد المدمن على الحشيش صعوبة كبيرة في الحفاظ على علاقات طيبة مع المحيطين به، حيث أنه يتقلب كثيرا بين السخرية والعدوانية واللامبالاة، كما أنَّه نادراً ما يستطيع أداء التزاماته أو الوفاء بوعوده..

والتعاطي لفترات طويلة غالبا ما يؤدي إلى أمراضٍ نفسية خطيرة، مثل الوساوس والفوبيا، إضافة إلى جنون العظمة، وفضلاً عن حالة الذعر والقلق المزمن وجنون الارتياب والشك الدائم..]

د. محمد بورباب

الأستاذ الدكتور محمد بورباب تخصص: بيولوجية جزيئية بيولوجيا/جيولوجيا أستاذ زائر علم الأحياء الجنائي رئيس هيئة الإعجاز لشمال المغرب رئيس المؤتمر الدولي لتطوان بالمملكة المغربية رئيس تحرير مجلة إعجاز الدولية للبحث والتأمل العلمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى