الإعجاز الغيبي

الإعجاز الغيبي في القرآن والسنة

الإعجاز الغيبي: هو إخبار القرآن الكريم عن أمور غيبية وقعت في الماضي أو الحاضر أو ستقع في المستقبل من أمور الدنيا، في وقت لا يمكن أن يبينها إلا من هو مؤيد بالوحي الإلهي.

أنواع الإعجاز الغيبي الموجود في القرآن الكريم

الإخبار عن غيب الماضي

هو إنباء القرآن الكريم عن أخبار الماضي وقصص الأقوام السابقين، وأخبار الصالحين وما أورده من معلومات ورويات وتفصيلات تتعلق بهم، ووجه الإعجاز الغيبي في هذه الأمور أنها أحداث ماضية، لا علم لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وقومه بها ولا سبيل على معرفته، إلا عن طريق الوحي الذي يتنزل عليه من عند الله تعالى قال الله تعالى: {تلك من أنباء الغيب نوحيهاإليك ما كنت تعلمهآ أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين}.

مثال قصة فرعون وقومه عندما لحقوا بـ نبينا موسى فاعترضهم البحر جميعا (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ   يونس (92)

الإخبار عن غيب الحاضر

هو إنباء القرآن الكريم عن المغيبات التي حدثت في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد كشفت الآيات القرآنية الكريمة مؤامرات الكافرين و المنافقين ومكائدهم قبل تنفيذهم لها.

الإخبار عن غيب المستقبل

فقد أخبر القرآن الكريم بأمور كثيرة ستقع في المستقبل، ثم وقعت كما أخبره سبحانه وتعالى، وهذا يؤكد أن يكون من عند الله، إذ لا يعلم الغيب إلا الله تعالى.

أمثلة على الأعجاز الغيبي في القرآن الكريم

نبوءات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

نبوءات الرسول محمد يُقصد بها الأخبار الغيبية التي أخبر بها النبي محمد سواء كانت حدثت فيما بعد أثناء حياته، أو تحققت بعد وفاته، أو لم تتحقق بعد وينتظر المسلمون تحققها مثل بعض علامات الساعة الصغرى وعلامات الساعة الكبرى.

تعتبر النبوّة أحد أركان الدين لدى مختلف طوائف المسلمين بالإجماع. يتفق المسلمون على أنّ النبيّ معصوم من الخطأ والنسيان، وأن ما ينطقه هو وحى من الله حسب ما جاء في سورة النجم:  “وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى،  إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى” ، لذا يؤمن المسلمون بأن ما أخبر به النبي من نبوءات غيبية هو من الوحي المتحقق.[1] وتتنوّع النبوءات التي أخبر بها النبي بين البشارة بـ “استشهاد” عددٍ من أصحابه، والإخبار بتمكين المسلمين وظهورها على أعدائها، والتحذير مما سيحدث للمسلمين من الافتراق والبعد عن منهج الإسلام، والتنبّؤ بزوال بعض الممالك والدول من بعده وفتح البعض الآخر، والبيان لأشراط الساعة وما بين يديها من الفتن، وغير ذلك من الأخبار.

انتشار الإسلام في الجزيرة العربية

عن خباب بن الأرت قال:شكونا إلى رسول الله  وهو يومئذ متوسد بردة في ظل الكعبة، فقلنا: ألا تستنصر لنا الله تبارك وتعالى، أو ألا تستنصر لنا؟ فقال رسول الله :«قد كان الرجل فيمن كان قبلكم يؤخذ فيحفر له في الأرض، فيجاء بالمنشار على رأسه فيجعل بنصفين فما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه من لحم وعصب فما يصده ذلك، والله ليتمن الله عز وجل هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله تعالى، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون»

وقد وقع هذا الأمر في حياته  فدانت الجزيرة كلها بالإسلام، وأمن الناس فيها من أقصاها إلى أقصاها، وكان تصور هذا ضرب من الخيال، فقد كان القتل وقطع الطريق، والإغارة والنهب والسلب في كل ركن من أركانها إلا المسجد الحرام فقط.

فتح جزيرة العرب ثم فارس ثم الروم

عن نافع بن عتبة قال: كنا مع رسول الله  في غزوة قال: فأتى النبي  قوم من قبل المغرب عليهم ثياب الصرف فوافقوه عند أكمة فإنهم لقيام ورسول الله  قاعد قال: فقالت لي نفسي ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه قال: ثم قلت لعله نجى معهم فأتيتهم فقمت بينهم وبينه فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي قال: «تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله» قلت: ويبقى فتح الدجال، وسيقع الأمر فيه كما حدث  تماماً، وسيكون ذلك آية أخرى لمن يشهدها في وقتها.

فتح كنوز كسرى

عن عدي بن حاتم قال: بينما أنا عند النبي  إذا أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل فقال: يا عدي، هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم أرها، وقد أنبئت عنها قال: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحداً إلا الله، قلت فيما بيني وبين نفسي فأين دعار (الدعار هو الخبث الشديد) طيء الذين قد سعروا البلاد؟ ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب أو فضة يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبله منه، وليلقين الله أحدكم يوم يلقاه وليس بينه وبينه ترجمان يترجم له، فيقولن ألم أبعث إليك رسولاً فيبلغك فيقول بلى فيقول: ألم أعطك مالاً وأفضل عليك؟ فيقول : بلى فينظر عن يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم قال عدي: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد شق تمرة فبكلمة طيبة قال عدي: فرأيت الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم : يخرج ملء كفه.

مصارع قريش يوم بدر

روى مسلم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قام يوم بدر قبل قتال المشركين وقال: هذا مصرع فلان، ووضع يده على الأرض، ثم قال: هذا مصرع فلان، ووضع يده عليها، وذكرهم واحدًا واحدًا مشيرًا إلى مصارعهم، فصرعوا كذلك، ما تجاوز أحد منهم موضعه الذي أشار إليه.

مقتل أمية بن خلف

عن عبد الله بن مسعود قال انطلق سعد بن معاذ معتمرا فنزل على صفوان بن أمية بن خلف وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد فقال أمية لسعد انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت فبينما سعد يطوف إذ أتاه أبو جهل فقال من هذا يطوف بالكعبة آمنا قال سعد أنا سعد فقال أبو جهل تطوف بالكعبة أمنا وقد آويتم محمدا صلى الله عليه وسلم فتلاحيا فقال أمية لسعد لا ترفعن صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي فقال له سعد والله ان منعتني ان أطوف بالبيت لأقطعن إليك متجرك إلى الشام فجعل أمية يقول لا ترفعن صوتك على أبي الحكم وجعل يمسكه فغضب سعد فقال دعنا منك فإني سمعت محمدا يزعم انه قاتلك قال إياي قال نعم قال والله ما يكذب محمد فلما خرجوا رجع إلى امرأته فقال أما علمت ما قال لي اليثربي فأخبرها به فلما جاء الصريخ وخرجوا إلى بدر قالت امرأته أما تذكر ما قال أخوك اليثربي فأراد أن لا يخرج فقال له أبو جهل انك من أشراف الوادي فسر معنا يوما أو يومين فسار معهم فقتله الله عز وجل.

خراب خيبر

لما قدم رسول الله خيبر صلى بهم الصبح وركب المسلمون، فخرج أهل خيبر بمساحيهم ومكاتلهم، ولا يشعرون، بل خرجوا لأرضهم، فلما رأوا الجيش قالوا: محمد والله، محمد والجيش، ثم رجعوا هاربين إلى حصونهم، فقال النبي : الله أكبر خربت خيبر، الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم، فساء صباح المنذرين.

موت النجاشي

عن أبي هريرةرضي الله عنه أن رسول الله  نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، فخرج إلي المصلى فصفهم وكبر أربعا.

نبواءت تحققت بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم

أول من يموت بعده من أهله فاطمة

قوله  لابنته فاطمة رضي الله عنها ( وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِي لُحُوقًا بِي وَنِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ ). قال الحافظ ابن حجر : ” وفي الحديث إخباره صلى الله عليه وسلم بما سيقع، فوقع كما قال، فإنهم اتفقوا على أن فاطمة عليها السلام كانت أول مَن مات مِن أهل بيت النبي  بعده حتى مِن أزواجه “

إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده

عن أبي هريرةرضي الله عنه أن رسول الله قال: إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله. وقد وقع الأمر تماماً كما قال  فإنه لم يأت بعد كسرى كسرى غيره، ولما هدمت دولة القياصرة فلم تقم لهم دولة بعد ذلك وإلى يومنا هذا.

فتح بيت المقدس وطاعون عمواس

مخطوط يحتوي على مقطع من الحديث النبوي، يعود لعام 858 هـ للصفحة 94 من كتاب جامع أحكام البخاري لبدر الدين بن جماعة، محفوظ في مكتبة تشستر بيتي بإيرلندا.

جاء في العديد من كتب الحديث وروى البخاري في صحيحه من حديث الصحابي عوف بن مالك أن النبي محمداً ذكر ست علامات من علامات الساعة الصغرى بترتيب زمني تحدث بين عصر النبي وبين قيام الساعة، فيقول عوف بن مالك: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ  فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: «اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ مُوتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِئَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ، فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا». فكان شرح الحديث عند علماء المسلمين أن العلامات الستة أولها موت النبي محمد، وهو ما حدث في 11 هـ، ثم فتح بيت المقدس، وهو ما حدث في 15 هـ، ثم تلاه موت ينتشر بين المسلمين كَقُعَاصِ الْغَنَمِ، وهو ما حدث في طاعون عمواس والمجاعة التي حدثت في عام الرمادة سنة 18 هـ، ثم استفاضة المال وهو ما حدث بعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية، خاصةً استفاضة المال بين عوام الناس بسبب الإصلاحات في زمن عمر بن عبد العزيز، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، وهي ما يعتقد بعض الشُرَّاح أنها فتنة مقتل عثمان. قال ابن حجر: “وَيُقَالُ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ ظَهَرَتْ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ وَكَانَ ذَلِكَ بَعْدَ فَتْحِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ”. وقال الزمخشري: «إنَّ هَذِه الآفَة ظَهرت فِي طَاعُون عمواس في خِلافة عُمر فَمَات مِنها سَبعون ألفًا في ثلاثة أيامٍ وَكَان ذَلك بَعد فَتْح بيتِ المَقْدِس».

فتح مصر

يُؤمن المُسلمون بأنَّ الرسول مُحمَّد تنبأ وبشَّر بِفتح مصر قبل حُصول هذا الأمر بِسنواتٍ عديدةٍ، ووردت في ذلك عدَّة أحاديث، ومن ذلك حديثٌ رواه الإمام مُسلم بن الحجَّاج في صحيحه عن جابر بن سمُرة عن نافع بن عُتبة عن الرسول أنَّهُ قال: «تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ»، ومن المعروف أنَّ مصر كانت جُزءًا من بلاد الروم. وكذلك فقد أخبر الرسول بفتح مصر تحديدًا، ودعا إلى الإحسان إلى أهلها إكرامًا لهاجر أُم النبي إسماعيل وزوجة النبيّ إبراهيم، فقد كانت من أرض مصر، كما أخبر بدخول أهلها في الإسلام واشتراكهم مع إخوانهم في التمكين له. فقد ورد عن عن أبي ذرٍّ الغفَّاريّ أنَّهُ قال: «قَالَ رَسُولُ اللهِ : إِنَّكُم سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ، وَهِيَ أَرْضٌ يَسمَّى فِيْهَا القِيْرَاط، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا، فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا؛ فَإِنَّ لَهُم ذِمَّةٌ وَرَحِمًا، فَإِذَا رَأَيْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِيْهَا فِي مَوْضِعَ لَبْنَة، فاخرُج مِنْهَا». قال: «فَرَأَيْتُ عَبْدُ الرَّحمٰنِ بنُ شُرحَبِيل بنُ حَسَنَة وَأَخَاهُ رَبِيْعَة، يَخْتَصِمَانِ فِي مَوضِعَ لَبَنَة، فَخَرَجْتُ مِنْهَا». وفي روايةِ لابن حبَّان أنَّ الرسول قال عن أهل مصر: «فَاسْتَوْصُوا بِهِم خَيْرًا، فَإنَّهُم قُوَّةٌ لَكُم، وَبَلَاغٌ إِلَى عَدُوِّكُم بِإِذْنِ الله». وفي روايةٍ أُخرى عن عبد الملك بن مسلمة عن الليث وابن لهيعة بأنَّ الرسول مُحمَّد قال عندما حضرته الوفاة: «الله الله فِي قِبْطِ مِصْرَ فَإِنَّكُمُ سَتَظْهَرُوْنَ عَلَيْهِم وَيَكُونُونَ لَكُمُ عِدَّة وَأَعْوَانًا فِي سَبِيْلِ اللهِ».

مقتل عمر

عن حذيفة بن اليمان أنه قال : كنا عند عمر فقال أيكم يحفظ حديث رسول الله  في الفتنة كما قال قال فقلت أنا قال إنك لجريء وكيف قال قال قلت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال عمر ليس هذا أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر قال فقلت مالك ولها يا أمير المؤمنين إن بينك وبينها بابا مغلقا قال أفيكسر الباب أم يفتح قال قلت لا بل يكسر قال ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا قال فقلنا لحذيفة هل كان عمر يعلم من الباب قال نعم كما يعلم أن دون غد الليلة إني حدثته حديثا ليس بالأغاليط قال فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب فقلنا لمسروق سَلْهُ فسأله فقال عمر . وهكذا وقع الأمر سواء بعد ما قتل في سنة ثلاث وعشرين وقعت الفتن بين الناس وكان قتله سبب انتشارها بينهم.

الغزوة الأولى في البحر

قبر أم حرام بنت ملحان في قبرص الذي يُعرَف بقبر المرأة الصالحة. بُني خِلال العصر العُثماني بِحسب شهادة بعض الرحَّالة الغربيين، وكان يُسمَّى «تكيَّة هالة سُلطان». تبنأ النبي مُحمَّد بِغزو المُسلمين البحر وأنَّ أم حرام بنت ملحان ستكون في هذه الغزوة، فقد روى البُخاريومُسلم في صحيحهما أنَّ أنس بن مالك قال:

كان رسولُ اللهِ  إذا ذهَب إلى قُباءَ، يَدخُلُ على أمِّ حَرامٍ بنتِ مِلحانَ فتُطعِمُه، وكانت تحتَ عُبادَةَ بنِ الصامِتِ، فدخَل يومًا فأطعمْتُه، فنام رسولُ اللهِ ، ثم استيقَظَ يضحَكُ، قالتْ : “فقلتُ: ما يُضحِكُكَ يا رسولَ اللهِ؟” فقال: “ناسٌ من أمتي عُرِضوا عليَّ غُزاةً في سبيلِ اللهِ، يركَبونَ ثَبَجَ هذا البحرِ، مُلوكًا على الأسِرَّةِ”، أو قال: “مِثلَ المُلوكِ على الأسِرَّةِ”، فقلتُ: “ادعُ اللهَ أن يجعَلني منهم”، فدعا، ثم وضَع رأسَه فنام، ثم استيقَظ يَضحَكُ، فقلتُ: “ما يُضحِكُكَ يا رسولَ اللهِ؟”، قال: “ناسٌ من أمتي عُرِضوا عليَّ غُزاةً في سبيلِ اللهِ، يركَبونَ ثَبَجَ هذا البحرِ، مُلوكًا على الأسِرَّةِ”، أو: “مِثلَ المُلوكِ على الأسِرَّةِ”، فقلتُ: “ادعُ اللهَ أن يجعَلني منهم”، قال: “أنتِ من الأوَّلينِ”. فرَكِبَتِ البحرَ في زمانِ مُعاوِيَةَ، فصُرِعَتْ عن دابَّتِها حين خرجَتْ من البحرِ، فهلَكَتْ.

وكان ذلك سنة 27 هـ في زمان عثمان بن عفان.

أبو ذر يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده

عن عبد الله بن مسعودرضي الله عنه قال: لما سار رسول الله  إلى تبوك جعل لا يزال الرجل يتخلف فيقولون: يا رسول الله، تخلف فلان، فيقول: دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه، حتى قيل: يا رسول الله! تلف أبو ذر وأبطأ به بعيره، فقال: دعوه، إن يك فيه خير فسيلحقه الله بكم، وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه، فتلوم أبو ذر بعيره فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره، ثم خرج يتبع رسول الله  ماشيًا، ونزل رسول الله  بعض منازله ونظر ناظر من المسلمين فقال: يا رسول الله! إن هذا الرجل ماشي على الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن أبا ذر، فلما تأمله القوم قالوا: يا رسول الله! هو والله أبو ذر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده. قال: فضرب الدهر ضربه (أي مرت الأيام) وسار أبو ذر إلى الربذة، فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامه فقال: إذا مت فاغسلاني وكفناني من الليل ثم ضعاني على قارعة الطريق، فأول ركب يمرون بكم فقولا: هذا أبو ذر، فلما مات فعلوا به كذلك، فاطلع ركب فما علموا به حتى كادت ركابهم تطأ سريره، فإذا ابن مسعود في رهط من أهل الكوفة فقال: ما هذا؟ فقيل: جنازة أبي ذر، فاستهل ابن مسعود يبكي، وقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده. فنزل فوليه بنفسه حتى أجنه (دفنه وأقبره). 

عثمان تصيبه البلوى

عن أبي موسى رضي الله عنه قال: توضأت في بيتي ثم خرجت فقلت: لأكونن اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت المسجد فسألت عنه فقالوا: خرج وتوجه هاهنا، فخرجت في أثره حتى جئت بئر أريس، وما بها من جريد، فمكثت عند بابها حتى علمت أن النبي عليه الصلاة والسلام  قد قضى حاجته وجلس، فجئته فسلمت عليه، فإذا هو قد جلس على قف بئر أريس فتوسطه ثم دلى رجليه في البئر وكشف عن ساقيه، فرجعت إلى الباب وقلت: لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أنشب أن دق الباب، فقلت: من هذا؟ قال: أبو بكر، قلت: على رسلك، وذهبت إلى النبي  فقلت: يا رسول الله (عليه الصلاة والسلام) هذا أبو بكر يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فخرجت مسرعًا حتى قلت لأبي بكر: ادخل ورسول الله عليه الصلاة والسلام يبشرك بالجنة، قال: فدخل حتى جلس إلى جنب النبي عليه الصلاة والسلام  في القف على يمينه ودلى رجليه وكشف عن ساقيه كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم. قال: ثم رجعت وقد كنت تركت أخي يتوضأ، وقد كان قال لي: أنا على إثرك، فقلت: إن يرد الله بفلان خيرًا يأت به. قال: فسمعت تحريك الباب فقلت: من هذا؟ قال: عمر، قلت: على رسلك، قال: وجئت النبي  فسلمت عليه وأخبرته، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فجئت وأذنت له وقلت له: رسول الله (عليه الصلاة والسلام) يبشرك بالجنة، قال: فدخل حتى جلس مع رسول الله (عليه الصلاة والسلام) على يساره وكشف عن ساقيه ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي  وأبو بكر، قال: ثم رجعت فقلت: إن يرد الله بفلان خيرًا يأت به، يريد أخاه، فإذا تحريك الباب، فقلت: من؟ قال: عثمان بن عفان، قلت: على رسلك، وذهبت إلى رسول الله (عليه الصلاة والسلام) فقلت: هذا عثمان يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، قال: فجئت فقلت: رسول الله (عليه الصلاة والسلام) يأذن لك ويبشرك بالجنة على بلوى أو بلاء يصيبك، فدخل وهو يقول: الله المستعان، فلم يجد في القف مجلسًا فجلس وجاههم من شق البئر وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وعمر.

قال سعد بن المسيب: «فأولتها قبورهم»؛[32] اجتمعت وانفرد عثمان. وهذا البلاء الذي أصاب عثمان رضي الله عنه هو ما وقع من قتله وحصره ومنع الماء عنه، على يد رعاع أهل الأمصار ومن دبر هذه المكيدة وخطط لها وأشعلها من اليهود خصوصًا عبد الله بن سبأ اليهودي المعروف بابن السوداء ، وبعد أن قتلوه ألقوه على الطريق أيامًا لا يصلى عليه ولا يلتفت إليه، حتى غُسل بعد ذلك وصُلي عليه ودُفن بحش كوكب، بستان في طريق البقيع. وقد بلغ هؤلاء القتلة الخونة الفجرة من الخسة والدناءة والوقاحة ما لا يخطر على بال؛ حين قتلوه، رضي الله عنه، وهو يقرأ القرآن، فتقدم أحدهم عليه فركل المصحف برجله.

مقاتلة الزبير لعلي

لما دنا علي وأصحابه من طلحة والزبير ودنت الصفوف بعضها من بعض، خرج علي رضي الله عنه وهو على بغلة رسول الله  فنادى: ادعوا لي الزبير بن العوام؛ فإني علي، فدُعي له الزبير، فأقبل حتى اختلفت أعناق دوابهما، فقال علي: يا زبير أنشدتك بالله أتذكر يوم مر بك رسول الله  ونحن في مكان كذا وكذا؟ فقال: يا زبير تحب عليًا؟ فقلت: ألا أحب ابن خالي وابن عمي وعلى ديني فقال: يا علي أتحبه؟ فقلت: يا رسول الله، ألا أحب ابن عمتي وعلى ديني فقال: يا زبير، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم قال: بلى، والله لقد نسيته منذ سمعته من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكرته الآن، والله لا أقاتلك، فرجع الزبير على دابته يشق الصفوف، فعرض له ابنه عبد الله بن الزبير فقال: مالك؟ فقال: ذكرني علي حديثًا سمعته من رسول الله  سمعته يقول: لتقاتلنه وأنت له ظالم، فلا أقاتله قال: وللقتال جئت! وإنما جئت تصلح بين الناس ويصله الله هذا المر قال: قد حلفت ألا أقاتله قال: فأعتق غلامك جرجس وقف حتى تصلح بين الناس، فأعتق غلامه ووقف، فلما اختلف الناس ذهب على فرسه.

مقتل عمار بن ياسر

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله  قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية. ومعلوم أن عمارًا رضي الله عنه كان في جيش علي يوم صفين، وقتله أصحاب معاوية من أهل الشام، وكان الذي قتله رجل يقال له أبو الفادية رجل من غوغاء الناس، وقيل: قتله اثنان: هذا ويسار بن أزيهر الجهني من قضاعة.

صلح الحسن بين فئتين عظيمتين من المسلمين

عن أبي بكررضي الله عنه قال : سمعْت النَّبِيَّ صلى اللّه عليه وسَلَّم عَلَى الْمنْبر وَالْحسن إِلَى جَنْبه يَنْظر إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وإِلَيه مرة ويقُول: ابني هذا سيد وَلَعل اللَّه أَن يصْلح بِه بين فئتينِ من الْمسلمين ” . وقد وقع هذا الخبر كما أخبر بعد موت الرسول بنحو ثلاثين سنة ، وهو سنة أربعين من الهجرة ، لما أصلح الله بالحسن بين الفئتين الغظيمتين اللتين كانت متحاربتين بصفين ، عسكر علي وعسكر معاوية .

الخلافة ثلاثون سنة

عن سفينة مولى رسول الله  قال: قال رسول الله : خلافة النبوة ثلاثون سنة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء. وفي رواية: ثم تكون ملكًا.

وقد وقع ما أخبر به رسول الله ؛ فقد كانت خلافة أبي بكر رضي الله عنه سنتين وثلاثة أشهر، وخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه عشر سنين وستة أشهر، وخلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه اثنتي عشرة سنة، وخلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه أربع سنين وتسعة أشهر، يضاف إليها ستة أشهر وهي مدة خلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما، فتصير ثلاثين سنة؛ لأن وفاة النبي  كانت في ربيع الأول سنة إحدى عشر، وتنازل الحسن لمعاوية رضي الله عنهما كان في ربيع الأول سنو إحدى وأربعون من الهجرة النبوية.

مقتل الحسين

وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين. عن عائشة رضي الله عنها أن النبي  قال: يا عائشة إن جبريل أخبرني أن ابني الحسين مقتول في أرض الطف وإن أمتي ستفترق بعدي. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله  نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم يلتقطه ويتتبعه فيها، قال: قلت: يا رسول الله، ما هذا؟ قال: دم الحسين وأصحابه لم أزل أتبعه منذ اليوم. قال عمار بن أبي عمار الراوي عن ابن عباس: فحفظنا ذلك اليوم فوجدناه قتل ذلك اليوم، قلت: يعني العاشر من محرم (عاشوراء) سنة إحدى وستين.

ظهور الحجاج بن يوسف الثقفي

قال رسول الله :«في ثقيفٍ كذَّابٌ ومبيرٌ» أي يخرج من قبيلة ثقيف كذاب ومبير فلمَّا قتلَ الحجَّاجُ بنُ يوسفَ عبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيْرِ دخلَ الحجَّاجُ على أسماءَ بنتِ أبي بَكْرٍ ، فقالَ لَها: يا أمَّة ، إنَّ أميرَ المؤمنينَ أوصاني بِكِ ، فَهَل لَكِ من حاجةٍ ؟ فقالت: لستُ لَكَ بأمٍّ ولَكِنِّي أمُّ المصلوبِ على رأسِ الثَّنيَّةِ ، وما لي مِن حاجةٍ ، ولَكِنِ انتظر حتَّى أحدِّثَكَ بما سَمِعْتُ منَ رسولِ اللَّهِ ، سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: يخرجُ من ثقيفٍ كذَّابٌ ومبيرٌ ، فأمَّا الكذَّابُ فقد رَأيناهُ – تقصد المختار بن أبي عبيد الثقفي – ، وأمَّا المبيرُ فأنتَ ، فقالَ الحجَّاجُ: مُبيرُ المُنافقينَ.

نار تخرج من أرض الحجاز

عن أبي هريرة أن رسول الله قال لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى. قال الإمام النووي : وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة وكانت نارا عظيمة جدا من جنب المدينة الشرقى وراء الحرة تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان وأخبرنى من حضرها من أهل المدينة. ويسرد لنا بن كثير فيقول عن هذه الحادثة العظيمة : أخبرني من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كتب بتيماء على ضوئها الكتب قال وكنا في بيوتنا تلك الليالي وكان في دار كل واحد منا سراج ولم يكن لها حر ولفح على عظمها إنما كانت آية من آيات الله عز وجل قال أبو شامة وهذه صورة ما وقفت عليه من الكتب الواردة فيها : لما كانت ليلة الأربعاء ثالث جمادي الاخرة سنة أربع وخمسين وستمائة ظهر بالمدينة النبوية دوي عظيم ثم زلزلة عظيمة رجفت منها الارض والحيطان والسقوف والاخشاب والابواب ساعة بعد ساعة إلى يوم الجمعة الخامس من الشهر المذكور ثم ظهرت نار عظيمة في الحرة قريبة من قريظة نبصرها من دورنا من داخل المدينة كأنها عندنا وهي نار عظيمة إشعالها أكثر من ثلاث منارات وقد سالت أودية بالنار إلى وادي شظا مسيل الماء وقد مدت مسيل شظا وما عاد يسيل والله لقد طلعنا جماعة نبصرها فإذا الجبال تسيل نيرانا وقد سدت الحرة طريق الحاج العراقي فسارت إلى أن وصلت إلى الحرة فوقفت بعد ما أشفقنا ان تجيء إلينا ورجعت تسيل في الشرق فخرج من وسطها سهود وجبال نيران تأكل الحجارة فيها أنموذج عما أخبر الله تعالى في كتابه إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر وقد أكلت الارض وقد كتبت هذا الكتاب يوم خامس رجب سنة أربع وخمسين وستمائة والنار في زيادة ما تغيرت وقد عادت إلى الحرار في قريظة طريق عير الحاج العراقي إلى الحرة كلها نيران تشتعل نبصرها في الليل من المدينة كأنها مشاعل الحاج واما ام النار الكبيرة فهي جبال نيران حمر والام الكبيرة التي سالت النيران منها من عند قريظة وقد زادت وما عاد الناس يدرون أي شيء يتم بعد ذلك والله يجعل العاقبة إلى خير فما أقدر أصف هذه النار.

مشاركة المرأة زوجها في التجارة

  • قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «إن بين يدي الساعة، تسليم الخاصة، وفشو التجارة، حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القلم»
  • عن عمرو بن تغلب أن رسول الله  قال : «إن من أشراط الساعة: أن يفشو المال ويكثر، وتفشو التجارة، ويظهر الجهل، ويبيع الرجل البيع فيقول: لا، حتى أستأمر تاجر بني فلان، ويلتمس في الحي العظيم الكاتب لا يوجد»

تكالب الأمم على أمة الإسلام

عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : ” يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ، قُلْنَا : مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لا ، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ، قِيلَ : وَمَا الْوَهَنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ “. وقد تحقق ذلك في اتفاق سايكس بيكو في تقسيم أراضي المسلمين واحتلالها.

الحفاة العراة يتطاولون في البنيان

في حديث جبريل المعروف عندما سأل النبيَّ  عن الساعة وقال: أخبرني عن أمارتها. فقال : أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. قال القرطبي: ” المقصود الإخبار عن تبدل الحال بأن يستولي أهل البادية على أمر، ويتملكوا البلاد بالقهر فتكثر أموالهم وتنصرف هممهم إلى تشييد البنيان والتفاخر به، وقد نشاهده في الامارات وبعض دول الخليج في هذه الأزمان ” ويقول الحافظ ابن حجر: ” ومعنى التطاول في البنيان أن كل من يبني بيتا يريد أن يكون ارتفاعه أعلى من ارتفاع الآخر”.

عودة بعض قبائل العرب لعبادة الأصنام وهذا قد تم بالفعل ببناء الامارات لمعابد الهندوس عندهم بالامارات

نبوءات لم تتحقق بعد

مقالة مفصلةعلامات الساعة

تلد الأمة ربتها

في حديث جبريل المعروف عندما سأل النبيَّ صلى الله عيله وسلم عن الساعة وقال صلى الله عيله وسلم: أخبرني عن أمارتها. فقال : أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. اختلف العلماء في تفسير هذه العلامة ومن هذه التفسيرات : قال الإمام النووي «أن تلد الأمة ربتها» وفي الرواية الأخرى: ” ربها ” على التذكير، وفي الأخرى ” بعلها ” قال يعني السراري، ومعنى ربها وربتها: سيدها ومالكها وسيدتها ومالكتها».

يحسر الفرات عن جبل من ذهب

عن أبي هريرةرضي الله عنه قال : قال رسول الله  : لا تقوم الساعة حتى يُحْسَر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ، فيقول كل رجل منهم : لعلي أكون أنا أنجو.

عودة جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ  «لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا»

خسف البيداء

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم قالت: يا رسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ، ومن ليس منهم؟ قال: يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم.

ظهور المهدي

عن علي بن أبي طالب قال رسول الله صلى الله عيله وسلم: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا.

الملحمة الكبرى بين المسلمين والروم

عن أبي هريرة ، أن رسول الله  قال: “لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم، فيقول المسلمون: لا، والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا، ويقتل ثلثهم، أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يفتنون أبدا، فيفتتحون قسطنطينية، فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون، إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم، فيخرجون، وذلك باطل، فإذا جاءوا الشأم خرج، فبينما هم يعدون للقتال، يسوون الصفوف، إذ أقيمت الصلاة، فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته”.

فتح رومية وخروج الدجال

مقالة مفصلةالدجال

عن عبد الله بن عمر بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل: أي المدينتين يفتح أولا قسطنطينية أو رومية؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل مدينة هرقل أولا تفتح “. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي  قال: سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر، قالوا: نعم يا رسول الله، قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفاً من بني إسحاق فإذا جاءوها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم يرموا بسهم، قالوا لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها -قال ثور وهو أحد رواة الحديث -لا أعلمه إلا قال: الذي في البحر، ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولوا: لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا، فبينما يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقال: إن الدجال قد خرج، فيتركون كل شيء ويرجعون.

فتح القسطنطينية قد تم بفضل الله كما بشر به رسول الله 

نزول عيسى بن مريم وقتله للدجال

«والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم، حكما عدلاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية»

«لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق، ظاهرين إلى يوم القيامة قال: فينزل عيسى ابن مريم، فيقول أميرهم: تعال صل لنا فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة»

«فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء، فلو تركه لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتله الله بيده، فيريهم دمه في حربته»

قتال عيسى لليهود وتكلم الحجر نصرة للمسلمين

«وإمامُهم رجلٌ صالحٌ ، فبَيْنَما إمامُهم قد تَقَدَّم يُصَلِّي بهِمُ الصُّبْحَ ، إذ نزل عليهم عيسى ابنُ مريمَ الصُّبْحَ ، فرجع ذلك الإمامُ يَنْكُصُ يَمْشِي القَهْقَرَى ليتقدمَ عيسى ، فيضعُ عيسى يدَه بين كَتِفَيْهِ ، ثم يقولُ له : تَقَدَّمْ فَصَلِّ ؛ فإنها لك أُقِيمَتْ ، فيُصَلِّى بهم إمامُهم ، فإذا انصرف قال عيسى : افتَحوا البابَ ، فيَفْتَحُون ووراءَه الدَّجَّالُ ، معه سبعونَ ألفَ يهوديٍّ ، كلُّهم ذو سيفٍ مُحَلًّى وسَاجٍ ، فإذا نظر إليه الدَّجَّالُ ذاب كما يذوبُ المِلْحُ في الماءِ . وينطلقُ هاربًا ، … فيُدْرِكُه عند بابِ لُدٍّ الشرقيِّ ، فيقتلُه ، فيَهْزِمُ اللهُ اليهودَ ، فلا يَبْقَى شيءٌ مِمَّا خلق اللهُ عَزَّ وجَلَّ يَتَواقَى به يهوديٌّ ، إلا أَنْطَقَ اللهُ ذلك الشيءَ ، لا حَجَرٌ ولا شجرٌ ولا حائطٌ ولا دابةٌ ، إلا الغَرْقَدَةُ ، فإنها من شَجَرِهِم لا تَنْطِقُ ، إلا قال : يا عبدَ اللهِ المسلمَ هذا يهوديٌّ فتَعَالَ اقتُلْه . فيكونُ عيسى ابنُ مريمَ في أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا ، وإمامًا مُقْسِطًا يَدُقُّ الصليبَ ، ويَذْبَحُ الخِنْزيرَ ، ويضعُ الجِزْيةَ ، ويتركُ الصدقةَ ، فلا يَسْعَى على شاةٍ ولا بعيرٍ ، وتُرْفَعُ الشحناءُ والتباغُضُ ، وتُنْزَعُ حِمَةُ كلِّ ذاتِ حِمَةٍ ، حتى يُدْخِلَ الوليدُ يدَه في فِيِّ الحَيَّةِ ، فلا تَضُرُّه ، وتَضُرُ الوليدةُ الأسدَ فلا يَضُرُّها ، ويكونُ الذئبُ في الغنمِ كأنه كلبُها ، وتُمْلَأُ الأرضُ من السِّلْمِ كما يُمْلَأُ الإناءُ من الماءِ ، وتكونُ الكلمةُ واحدةً ، فلا يُعْبَدُ إلا اللهُ ، وتضعُ الحربُ أوزارَها ، وتُسْلَبُ قريشٌ مُلْكَها ، وتكونُ الأرضُ كفاثورِ الفِضَّةِ ، تُنْبِتُ نباتَها بعَهْدِ آدمَ حتى يجتمعَ النَّفَرُ على القِطْفِ من العنبِ فيُشْبِعُهم ، ويجتمعُ النَّفَرُ على الرُّمَّانةِ فتُشْبِعُهم ، ويكونُ الثُّوْرُ بكذا وكذا وكذا من المالِ ، ويكونُ الفَرَسُ بالدُّرَيْهِماتِ»

يقول الشيخ الألباني:

فيذهب عيسى بحربته نحو الدجال فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريه دمه في حربته فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله فيهلكه الله عز وجل عند عقبة أفيق فيهزم الله اليهود ويسلط عليهم المسلمون ويقتلونهم فلا يبقى شيء مما خلق الله يتوارى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابة – إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق – إلا قال يا عبد الله المسلم هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله ثم يلبث الناس بعده سنين سبعا ليس بين اثنين عداوة

خروج يأجوج ومأجوج

من حديث النواس بن سمعانرضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل ،إلى أن قال: ثم يأتي عيسى عليه السلام قوما قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله تعالى فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله تعالى فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيت شاء الله ثم يرسل الله عز وجل مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلقة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك.

خروج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه
مقالة مفصلةخروج رجل من قحطان

لا تقومُ الساعةُ حتى يخرجَ رجلٌ من قحطانَ ، يسوقُ الناسَ بعصاهُ»

خروج رجل يقال له الجهجاه
مقالة مفصلةالجهجاه

يخرج في آخر الزمان رجال يكون لهم صولة وجولة بين الناس ذكر النبي  بعضهم باسمه أو بوصفه من هؤلاء رجل يقال له الجهجاه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله  قال: لا تذهب الليالي والأيام حتى يملك رجل من الموالي يقال له :الجهجاه.

رفع القرآن من المصاحف والصدور

عَنْ عبد الله بن مَسْعُودٍ قَالَ: ” لَيُسْرَيَنَّ عَلَى الْقُرْآنِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَلا يُتْرَكُ آيَةٌ فِي مُصْحَفٍ وَلا فِي قَلْبِ أَحَدٍ إِلا رُفِعَتْ ” 

ترك الحج لبيت الله الحرام

«لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت»[61] وذلك بعد يأجوج ومأجوج

«لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس، حول ذي الخلصة»

هدم الكعبة على يدي رجل من الحبشة

أخرج الشيخان أنه صلى الله عليه وسلم  قال: يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ، وزاد من رواية الإمام أحمد : ويسلبها حليتها، ويجردها من كسوتها، ولكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله. وذكر ابن حجر أن هذا الفعل لا يقع إلا في آخر الزمان قرب قيام الساعة.

طلوع الشمس من مغربها
مقالة مفصلةطلوع الشمس من مغربها

عن أبي هريرةرضي الله عنه أنه  قال ((لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفس أو كسبت في إيمانها خيرا، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتباعيانه ولا يطويانه، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها))

خروج دابة الأرض
مقالة مفصلةدابة الأرض

” وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ “

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض.”

يقول ابن الزبير رضي الله عنه:

رأسها رأس ثور وعينها عين خنزير، وأذنها أذن فيل، وقرنها قرن أيل، وعنقها عنق نعامة، وصدرها صدر أسد، ولونها لون نمر، وخاصرتها خاصرة هر، وذنبها ذنب كبش، وقوائمها قوائم بعير، بين كل مفصلين اثنا عشر ذراعاً، تخرج معها عصا موسى، وخاتم سليمان، فلا يبقى مؤمن إلا نكتت في وجهه نكتة بيضاء فتفشو في وجهه حتى يبيض وجهه ولا كافر إلا نكتت في وجهه نكتة سوداء بخاتم سليمان فتفشو تلك النكتة السوداء حتى يسود لها وجهه، حتى إن الناس ليتبايعون في الأسواق بكم ذا يا مؤمن؟ بكم ذا يا كافر؟ وحتى إن أهل البيت يجلسون على مائدتهم فيعرفون مؤمنهم من كافرهم، ثم تقول له الدابة: يا فلان أبشر أنت من أهل الجنة، ويا فلان أنت من أهل النار، فذلك قول الله تعالى (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ )

خسف بالمشرق والمغرب وجزيرة العرب

قال رسولُ الله : “لاتَقُومُ السّاعَةُ حَتّى تَرَوْا عَشْرَ آيَاتٍ: طُلُوعُ الشّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَالدّابّةُ وَثَلاَثَةُ خُسُوفٍ: خَسْفٍ بالمَشْرِقِ وَخَسْفٍ بالمَغْرِبِ وَخَسْفٍ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قَعْرِ عَدَنٍ تَسُوقُ النّاسَ أَوْ تَحْشُرُ النّاسَ فَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا”.

تنبؤات قرآنية

انتصار الروم على الفرس

ومن أمثلة الإعجاز الغيبي في القرآن إخبار القرآن عن انتصار الروم على الفرس، في قوله :{الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 1-5]. وأصل الحادثة أن فارس -وهم أهل أوثان- غلبت الرومَ -وهم أهل كتاب- فشَمَتَ كُفَّار مكَّة في النبي وصحبه، فأنزل الله الآيات السابقة تحدِّيًا للعرب وبُشْرَى للمؤمنين؛ لأن طائفة الإيمان ستنتصر؛ لكن القرآن الكريم أخبر عن حدث غيبي مهمٍّ، لم يستطع أَحَدٌ في ذلك العصر أن يُغَيِّر منه في شيء، أو يُكَذِّبه، وهو شكل من أشكال الإعجاز الغيبي الذي جاء به القرآن الكريم، وقد حدث ما أخبر به الله من انتصار الروم على الفرس، وكان ذلك وقت غزوة بدر.

إنتصار المسلمين المستضعفين في مكة

ومن الآيات القرآنية التي بشَّرت المسلمين المستضعفين في مكة أنهم سينتصرون على عدوِّهم، وستقوم دولتهم، قوله: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45]. فقد ذكر ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره أنه لما نزلت هذه الآية الكريمة “قال عمر بن الخطاب: أيّ جمَع يُهزم؟ أيّ جَمْع يُغلب قال عمر: فلما كان يوم بدر رأيتُ رسولَ الله يثب في الدرع، وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}. فعرفتُ تأويلها يومئذ”.

مراجع

  1. ^ “صدق نبوءات النبي”. www.alukah.net. 2013-02-23. مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 24 أغسطس 2020.
  2. ^ “الرسول يُخبر…والتاريخ يشهد – موقع مقالات إسلام ويب”.www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 24 أغسطس 2020. اطلع عليه بتاريخ 24 أغسطس 2020.
  3. ^ رواه أحمد
  4. ^ رواه مسلم عن قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبدالملك بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة
  5. ^ رواه البخاري
  6. ^ البخاري في صحيحه 64 : ك : المغازي 2 : ب : ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من يقتل ببدر ح 3950 – ج 3 ص 49 . واحمد في مسنده ج 1 ص 400 – ح 3794 . وقال شعيب الأرناؤوط إسناده صحيح على شرط البخاري رجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي سعيد فمن رجال البخاري . وأبو نعيم في الدلائل ص 65 .
  7. ^ أخرجه البخاري ومسلم
  8. ^ أخرجه البخاري 23 : ك : الجنائز 64 : ب : التكبير علي الجنازة أربعاً ح 1333 . ج 1 ص 307 . وأبي داود 62 : ب : الصلاة على المسلم يموت في بلاد الشرك ح 3204 . ج 2 ص 230 . والترمذي 37 : ب : التكبير علي الجنازة ح 1022 . ج 3 ص 341 ، وقال حسن صحيح . وأحمد في مسنده ح 7147 . ج 2 ص 230 . وقالشعيب الأرناؤوط إسناده صحيح على شرط الشيخين . والأصبهاني في الدلائل ح 495 . ص 544
  9. ^ رواه البخاري ( 3426 ) ومسلم ( 2450 )
  10. ^ فتح الباري ( 8 / 136
  11. ^ رواه البخاري عن أبو اليمان عن شعيب عن أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه
  12. ^ “من أشراط الساعة .. طاعون عمواس – موقع مقالات إسلام ويب”.www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 09 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 08 أبريل 2020.
  13. ^ “معنى حديث اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَة.. – إسلام ويب – مركز الفتوى”. www.islamweb.net. مؤرشف من الأصل في 9 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 08 أبريل 2020.
  14. ^ “شرح حديث: اعدد ستا بين يدي الساعة”. www.alukah.net. 2015-05-23. مؤرشف من الأصل في 09 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 08 أبريل 2020.
  15. ^ ابن باز. “شرح حديث: “اعدد ستًا بين يدي الساعة””.binbaz.org.sa. مؤرشف من الأصل في 09 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 08 أبريل 2020.
  16. ^ “صحيح البخاري، كتاب الجزية، باب ما يحذر من الغدر، حديث رقم 3031”. جامع السنة وشروحها. مؤرشف من الأصل في 09 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 09 أبريل 2020.
  17. ^ قُعَاصِ الْغَنَمِ: هُوَ دَاءٌ يَأْخُذُ الدَّوَابَّ فَيَسِيلُ مِنْ أُنُوفِهَا شَيْءٌ فَتَمُوتُ فَجْأَةً، قَالَ أَبُو عبيد وَمِنْهُ أُخِذَ الْإِقْعَاصُ وَهُوَ الْقَتْلُ مَكَانَهُ.
  18. ^ الملا علي القاري; تحقيق: جمال عيتاني (2015). مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح للإمام محمد التبريزي جـ 10. دار الكتب العلمية. صفحات 51، 52. مؤرشف من الأصل في 09 أبريل 2020.
  19. ^ ابن حجر العسقلاني. فتح الباري بشرح صحيح البخاري، جـ 6. كتب جوجل. صفحة 278. مؤرشف من الأصل في 9 أبريل 2020.
  20. ^ محمد عبد الرؤوف المناوي. “فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير، جـ 4”. shiaonlinelibrary.com. دار الكتب العلمية. صفحة 125. مؤرشف من الأصل في 09 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 08 أبريل 2020.
  21. ^ موقع الإسلام الدعوي والإرشادي: صحيح مُسلم » كتاب الفتن وأشراط الساعة » باب ما يكونُ من فتوحات المُسلمين قبل الدجَّال نسخة محفوظة 23 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  22. ↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب شبكة صيد الفوائد: دلائل النبوة؛ إخباره صلَّى الله عليه وسلَّم بِفُتوح أُمَّته للبُلدان. بقلم د. مُنقذ بن محمود السقَّار نسخة محفوظة 12 يوليو 2017 على موقعواي باك مشين.
  23. ^ شبكة الألوكة: صدق نبُوءات النبيّ. بِقلم: د. مُحمَّد بن عبدُ السَّلام نسخة محفوظة 16 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  24. ^ ابن عبد الحكم، أبو القاسم عبدُ الرحمٰن بن عبد الله عبدُ الحكم بن أعيُن القُرشيّ المصريّ; تحقيق: مُحمَّد الحُجيري (1416هـ – 1996م). فُتُوح مصر وأخبارها (الطبعة الأولى). بيروت – لُبنان: دار الفكر. صفحة 4.
  25. ^ أخرجه في صحيحه 61 : ك : المناقب 25 : ب : علامات النبوة في الإسلام ح 3586 ج 2 ص 402 . ومسلم في صحيحه 52 : ك : الفتن وأشراط الساعة 7 : ب : في الفتنة التي تموج كموج البحر ج 8 ص 431 بشرح القاضي عياض . وأحمد في مسنده ج 5 ص 404 ح 23487 وقال عنه شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح على شرط مسلم .
  26. ^ النهاية في الفتن والملاحم ج 1 ص 10
  27. ^ Mariti, Giovanni (1792): Travels Through Cyprus, Syria, and Palestine; with a General History of the Levant. Translated from the Italian Printed for P. Byrne, Item notes: v. 1 نسخة محفوظة 26 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  28. ^ صحيح البخاري، باب الدعاء بالجهاد والشهادة للرجال والنساء وقال عمر اللهم ارزقني شهادة في بلد رسولك، حديث رقم: 2636 نسخة محفوظة 20 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  29. ^ صحيح مسلم، كِتَاب الْإِمَارَةِ، بَاب فَضْلِ الْغَزْوِ فِي الْبَحْرِ، رقم الحديث: 3543نسخة محفوظة 22 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  30. ^ حسن: أخرجه ابن إسحاق، وإسناده حسن كما قال ابن كثير في البداية
  31. ↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب أخرجه الشيخان.
  32. ^ رواه البخاري: 3674، 6367
  33. ^ صحيح، أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، والبيهقي في الدلائل.
  34. ^ البخاري في صحيحه 62 : ك : فضائل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم 22 : ب : مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما ح 3746 – ج 2 ص 441 واللفظ له . وأحمد في مسنده ج 5 ص 51 ح 20535 . وأبي داود ب : باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة ح 4662 – ج 2 ص 627 . والنسائي 17 : ك : الجمعة ب : 26 : الكلام في الخطبة ح 1718 ج 1 ص 531
  35. ^ الجواب الصحيح ج 6 ص 91 .
  36. ^ أخرجه أبو داود.
  37. ^ حسن، أخرجه الطبراني.
  38. ^ صحيح الترمذي 3944
  39. ^ دلائل النبوة 6/481
  40. ^ أخرجه البخاري في صحيحه 92 : ك : الفتن 24 : ب : لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز ح 2902 – ج 8 ص 445 بشرح القاضي عياض والحاكم في المستدرك 50 : ك : الفتن والملاحم ح 8436 – ج 4 ص 609 .
  41. ^ مسلم بشرح النووي ج 18 ص 27 .
  42. ^ البداية والنهاية ج 17 ص 329 .
  43. ^ رواء أحمد وحسنه الشيخ الأرنؤوط، وقد روي في وجوه يحمل بمجموعها
  44. ^ رواه النسائي، وصححه الألباني في الصحيحة وأصل فشو المال وكثرته ثابت في الصحيحين
  45. ^ الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صححه الألباني ، صحيح الجامع (8183)
  46. ↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب ت ث ج رواه مسلم
  47. ^ فتح الباري لابن حجر (1 / 123)
  48. ^ فتح الباري (13 / 88)
  49. ^ روى البخاري في صحيحه في كتاب الفتن ( 8 / 100 ) باب خروج النار ،ومسلم في كتاب الفتن ( برقم 2894 )
  50. ↑ تعدى إلى الأعلى ل:أ ب رواه مسلم
  51. ^ متفق عليه، هذا لفظ البخاري.
  52. ^ سنن أبي داود صححه الألباني.
  53. ^ قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/219) رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح غير أبي قبيل، وهو ثقة
  54. ^ متفق عليه
  55. ^ أخرجه مسلم عن جابر
  56. ^ من حديث أبي هريرة عند الإمام مسلم
  57. ^ الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامعالصفحة أو الرقم: 7875 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
  58. ^ كتاب ( قصة المسيح الدجال ونزول عيسى عليه الصلاة والسلام ) للشيخ محمد بن ناصر الدين الألباني
  59. ^ رواه أبو هريرة ، صحيح البخاري (7117 )
  60. ^ أخرجه الدارمي بسند صحيح برقم 3209
  61. ^ رواه أبو يعلي وابن حيان والحاكم وقال :صحيح على شرط الشيخين
  62. ^ ترك الحج لبيت الله الحرام نسخة محفوظة 29 يوليو 2015 على موقعواي باك مشين.
  63. ^ رواه مسلم ، ذو الخلصة : صنم كانت تعبده قبيلة دوس
  64. ^ فتوي – هدم الكعبة من علامات قرب الساعة نسخة محفوظة 12 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  65. ^ رواه مسلم والترمذي وأحمد عن أبي هريرة
  66. ^ دابة الأرض…صفتها.. وقت خروجها ومهمتها – فتاوي إسلام ويب نسخة محفوظة 12 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
  67. ^ أخرجه مسلم وأحمد وأصحاب السنن عن حذيفة بن أسيد الغفاري

د. محمد بورباب

الأستاذ الدكتور محمد بورباب تخصص: بيولوجية جزيئية بيولوجيا/جيولوجيا أستاذ زائر علم الأحياء الجنائي رئيس هيئة الإعجاز لشمال المغرب رئيس المؤتمر الدولي لتطوان بالمملكة المغربية رئيس تحرير مجلة إعجاز الدولية للبحث والتأمل العلمي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى